المصداقية

إننا الان بصدد مناقشة قضية بلغت من الأهمية مابلغت وبخاصة في عصرنا الحالي الذي صار فيه انتقال المعلومات عملية غاية في السرعة بحيث اذا ما نُشر خبر ما في بقعة من بقاع العالم ذاع وانتشر في لحظات .من المفترض أن تكون هذه ميزة وهذا ما هو كائن بالفعل لكن لكل شئ عيوبه فاختلطت علينا كثير من الأمور من جراء نشر معلومات خاطئة فصار الصالح طالحاً والصادق كاذباً والشر خيراً والخير شراً الي ماهنالك من عواقب تلك المعلومات الخاطئة. تلك مقدمة أردت أن أستهل بها موضوعاً ربما تعتبرونه طويلاًعن المصداقية .

كل واحد منا يمتلك أداة ذات قدرات عالية وهي الانترنت فإذا ما أحسن استخدامها كانت في منتهي النفع وإذا ما أساء كانت في منتهي الضررفالكل قادر علي نشر مايروق له وكل منا بيده أن يروٌج لما يستهويه دون قيد أو مراقبة أو مراجعة . فكان هناك من روجوا للخير وهناك علي الجانب الاخر من روجوا للشر وكلاهما واضح بيّن فمن أراد الخير اتجه للفريق الأول ومن أراد غيره اتجه للثاني .لكن لم ينته الأمر عند هذين الفريقين فحسب فهناك فريق ثالث يقدم مادة نشر لاتبدو معالمها بوضوح أهي خيراً أم شراً وأقصد بهذا الفريق هؤلاء الذين ينشرون معلومات خاطئة تحت ستار من القدسية التي لا تُكذب فيتناولها الكل كالحق المطلق ويروجون لها أيما ترويج وهم لايدرون "أو يدرون" الهدف الخفي من ورائها وينشرونها وهم يجهلون "أو يتجاهلون" مدي مصداقيتها ويعكفون علي هذا الترويج وهذا النشر وهم ينسون" أو يتناسون" أنهم مشتركون في الاثم إذا ما تبين خطؤها.

تعالوا معي نقطف من ثمار حدائق الشيطان ونتناول بعض القصص التي لن أقول زائفة وإنما مشكوك في صحتها غير مثبت لدينا بعد مدي مصداقيتها . فهذه قصة قصها علينا خطيب في أثناء خطبة الجمعة بعدما احمرّ وجهه أيما احمرار وعلا صوته أيما علوّ غضباً وغيرة فقال ياعباد الله انظروا كيف اُنتهكت حرمة القرءان تلك فتاة ألقت بالمصحف استهزاءاً وتهكماً فمسخها الله حيواناً وإذا به يلصق صوراً للفتاة الممسوخة مقصصوصة من المجلات علي جدران المسجد حتي يمر عليها الناس بعد الصلاة وينظروا ويتعظوا.

وهذا الموقع يعطي تفصيلات أكثر :


http://www.egypty.com/top4/omani_girl.asp



وانظروا أيضاً الي هذا الفيديو الذي يقص القصة مرفقة بآيات القرءان الحكيم .

http://www.new7ob.com/vb/pro98394.htm



[b]لا أجد تعليقاً علي هذه القصة إلا أن اشتاط غيظاً من هذا الخطيب لأنه استخدم الجرائد والمجلات كمادة خطبة ولأنه لم يتحرّي من مصداقية الموضوع فضلّ وأضلّ. ثم إني صدقت بالفعل حيث كنت يومها صغيراً فكنت من بين الضالّين ونسيت أن الله أصبر وأحلم وأرحم فلقد صبر علي فرعون ومنحه عشرات السنين فرصةً له وقد كان وقتها أعتي عتاة الأرض ... ألا تتسع رحمته لهذه الفتاة الضعيفة ..حقاً لقد أنستني القصة المنسوجة من وحي الخيال هذه الحقيقة فغيّم الباطل علي الحق ورأيت غضب الله فوق رحمته ونسيت أن رحمته غلبت غضبه ...أليس هذا ضلالاً...؟



وسأقطف معكم المزيد من ثمار حدائق الشيطان فيما بعد ... لكن الأهم من ذلك مايلي :

[b]أولاً: لم نعد في عصر سنوية المعلومات بل في عصر لحظية المعلومات فوجب التيقن من مصداقيتها

ثانياً : ليس كل من يتلقي من فئة الناقدين المتحققين من المصداقية لذا فالأجدر أن يتحري الناشر وليس المتلقي كما يقترح البعض.. فهل يمكن اعادة جمع المعلومات بعد نشرها .. بالطبع لا..لكن يمكن التحقق منها قبل نشرها ..هذا هو المنطق. فكيف يلقي البعض بالكرة في ملعب المتلقي ويدع الناشر أو الناقل غير ملوم. وأظن أن جمهور المتلقين من فئة من يتلقون ويصدقون وينشرون دون أن يتحققوا أو ويدققوا فيما يتلقون.



ثالثا : زمن المعجزات انتهي بعد محمد صلي الله عليه وسلم. فلقد علّمنا أن نستخدم الدليل المنطقي وليس الاعجازي في حياتنا كي نوثق صلتنا بالله ..علمنا كيف نقول سبحان الله دون حاجة الي معجزة تثبت قدرة الله.أليس في قصص القرءان عبرة كافية لأولي الألباب.اذن فلا داعي لقصص الشيطان اذا أردنا أن نقول سبحان الله.



رابعاً: ربما تستشعرون أني أتناول الموضوع من جانب ديني فقط.لا فموضوع المصداقية يمس كل جانب من حياتنا فالصحفي لابد وأن يتحري المصداقية حتي ينال ثقة القراء والمدرس لابد وأن يقول للتلاميذ بعد أن يقص عليهم قصة خيالية أنها ليست حقيقية حتي ينّمي وعيهم وعقليتهم الناقدة والباحث لايُعترف بأبحاثه الا إذا برهن عليها بالدليل العقلي والمنطقي وأحياناً التجريبي.



خامساً : كفي بالمرء اثماً أن يحدّث بكل ماسمع.



سادساً : مالذي يدفعنا الي أن نصدق كل مانسمع دون أن نجد دليلاً .... "سوء الظن من حسن الفطن". فالافتراض الأكثر منطقية حسب قواعد عصرنا الحالي " الفرض كاذب حتي تثبت صحته".



سابعاً وأخيراً : "الصواب ليس ملكاً لأحد " فربما أكون مخطئاً .



ومجدداً آسف علي أي تعبيرات حادة ربما تكون قد صدرت مني.



وشكراً

[/b][/b]

تسلم الايادى على الموضوع الاكثرمن رائع

بجد موضوع يحتاج الى النشر فى جميع المنتديات

كفانا بالقران واعظا

كفانا تصديقا لكل ماينشر

والاجمل ان نعى جميع ماننشر من اخبار

فالمنتديات الان جعلت من الجميع صحفيون

لكن علينا الا ننسى قوله تعالى

مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد

صدق الله العظيم


شكرا لك احمد على الموضوع الجميل