د.السيد الخولى مساعد المدير
عدد المساهمات : 244 نقاط : 1320 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 10/08/2009 العمر : 39 الموقع : figoo4363@yahoo.com العمل/الترفيه : بكالوريوس طب المزاج : الشعر وكرة القدم
| موضوع: نحو المعالى الثلاثاء أكتوبر 20, 2009 11:11 am | |
|
العزم والعزم نوعان : أحدهما : العزم على الدخول في الطريق وهو من البدايات . والثاني : العزم على الاستمرار على الطاعات بعد الدخول فيها ، وعلى الانتقال من حال كامل إلى حال أكمل منه ، وهو من النهايات . فالعزم الأول يحصل للعبد به الدخول في كل خير ، والتباعد من كل شر ، إذ به يحصل للكافر الخروج من الكفر والدخول في الإسلام ، وبه يحصل للعاصي الخروج من المعصية والدخول في الطاعة ،ـ فإذا كانت العزيمة صادقة وصمم عليها صاحبها ، وحمل على هوى نفسه وعلى الشيطان حملة صادقة ، ودخل فيما أمر به من الطاعات فقد فاز . وعون الله للعبد على قدر قوة عزيمته وضعفها ، فمن صمم على إرادة الخير أعانه وثبَّته ، كما قيل : على قدر أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارمُ من أخبار عمر بن عبدالعزيز لمّا أفضت الخلافة إلى عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بعد سليمان بن عبدالملك ، فأول ما اشتغل بدفن سليمان ، فلما رجع من دفنه وصفَّتْ له مراكب الخلافة قال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، قرِّبوا لي بغلتي ، فركب دابته التي كان يركبها أولاً ، وسار مستصحباً لتلك العزيمة ، فعلم الله صدقه فيها فأعانه . * فأول ما بدأ به أنه سار بين يديه أهل الموكب ، فنحاهم وقال : إنما أنا رجل من المسلمين ، ثم نزل فقعد ، فقام الناس بين يديه فأقعدهم ، وقال : إنما يقوم الناس لرب العالمين. * ثم عزم على ردّ المظالم ، فأدركته القائلة ، وكان قد تعب وسهر تلك الليلة لموت سليمان ، فدخل ليقيل ثم يخرج فيرد المظالم وقت صلاة الظهر . فجاء ابنه عبدالملك فقال له : أتنام وما رددت المظالم ؟ فقال : إذا صليت الظهر رددتها . فقال عبدالملك : ومن لك أن تعيش إلى الظهر ؟ وإن عشت فمن لك أن تبقى لك نيتك؟ فقال وخرج ونادى : الصلاة جامعة . فاجتمع الناس فردّ المظالم . * وكان يقول : إن لي نفساً تواقة ، ما نالت شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه ! فلما نالت الخلاف ، وليس فوقها – في الدنيا – منزلة ، تاقت إلى الآخرة .
وإذا كانت النفوس كباراً
|
| تعبت في مرادها الأجسامُ
| من يهن يسهل الهوان عليه
|
| ما لجرح بميتٍ إيلامُ
| * ذاكروه مرة شيئاً مما كان فيه قبل الخلافة من النعيم فبكى حتى بكى الدم ! وكان أكثر ما يقتات به حال خلافته العدس والزيت ، فإذا عوتب في ذلك يقول : هذا أهون علينا من معالجة الأغلال غداً في النار !! * ودخل مرة على بناته وكن قد تعشيْن بعدسٍ فيهِ بصل ، فكرهن أن يشم منهن رائحة ذلك فلما رأينه هربن ، فبكى وقال : يا بناتي أيسرُّكن أن تتعشين الألوان ، ويُذهب بأبيكن إلى النار ؟! * وكان يقول لأولاده : إن أباكم خُيِّر بين أن تفتقروا ويدخل الجنة ، وبين أن تستغنوا ويدخل النار ، فكان أن تفتقروا ويدخل الجنة أحب إليه . * وكان يقول لبعض أعوانه : إذا رأيتني مِلْتُ عن الحق ، فضع يدك في تلبابي ، ثم هزني وقل : ماذا تصنع يا عمر ؟! * لازال ينحل جسمه حتى كانت أضلاعه يعدّها من رآه عدّاً . * مازالت به المحبة حتى رقته إلى درجة الرضا بمرّ القضاء ، فكان يقول : أصبحت وما لي سرور في غير مواضع القضاء والقدر . * مات أعوانه على الخير كلهم في أيام متوالية ؛ ابنه عبدالملك ، وأخوه سهل ، ومولاه مزاحم ، فكان يقول بعد موتهم في مناجاته : أنت تعلم أني ما ازددت لك إلا حبّاً ، ولا فيما عندك إلا رغبة([1]) . نحو المعالي إخواني ! العزائم في قلوب أربابها كالنار تشتعل ، إنها لتستعمل البدن ولا يحسّ بالتعب .. * للعزائم رجال ليسوا في ثيابكم ، وطنوا النفس على الموت فحصلت لهم الحياة ، فهم في صفِّ الجهاد أثبت قلباً من القطب في الفلك ! * من لم يقم في طلاب المجد بالجدّ لم ينم في ظلال الشرف . * كل الصحابة هاجروا سرّاً ، وعمر خرج ظاهراً ، وقال للمشركين : ها أنا أخرج إلى الهجرة ، فمن أرد لقائي فليلقني في بطن هذا الوادي .. * من عزم عمر على طلاق الهوى أخذ أهله من رؤية الدنيا ، فكان بيته وهو أمير المؤمنين كبيت فقير من المسلمين . تجمعت في فؤاده همم *** ملأ فؤاد الزمان إحداها * كان رضي الله عنه يقول : لئن عشت لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحدٍ بعدي !! لما وُلي عمر بن عبدالعزيز سُمع البكاء في داره ، فقيل : ما لهم ؟ قيل : إنه خيَّر النساء والجواري فقال : من شاءت فلتقم ، ومن شاءت فلتذهب ، فإنه قد جاء أمرٌ شغلني عنكن . واعجباً ! أين العزائم ؟ إن العجز لشريك الحرمان ، وإيثار الراحة يورث التعب . والهونُ في ظلِّ الهوينا كامنٌ *** وجلالة الإخطارِ في الأخطارِ * اغسل وجه الجدِّ من غبار الكسل ، وأنفق كيس الصبر في طريق الفضائل . * إن كانت لك عزيمة فليس في لغة أولي العزم (( ربما وعسى )) ([2]) . إخواني ! الخير كلّه منوط بالعزيمة الصادقة على الرشد، وهي الحملة الأولى التي تهزم جيوش الباطل، وتوجب الغلبة لجنود الحق .
زجر الحق فؤادي فارعوى
|
| وأفاق القلب مني وصحا
| هزم العزم جيوشاً للهوى
|
| سادتي لا تعجبوا إن صلحا
| * قال أبو حازم : إذا عزم العبد على ترك الآثار أتته الفتوح . * وسئل بعض السلف : متى ترتحل الدنيا من القلب ؟ قال : إذا وقعت العزيمة ترحلت الدنيا من القلب . * من صدق العزيمة يئس منه الشيطان، ومتى كان العبد متردداً طمع فيه الشيطان وسوّفه ومنّاه * يا من شاب ولا تاب ، ولا عزم على الرشد ولا أناب ، لقد أفرحت الشيطان وأسخطت الرحمن . [ رسالتان لابن رجب ] . فيا إخوتاه ! العزيمة العزيمةَ ، فإن الجنة طيبة التربة ، وإنها نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وحسناء تتشوق ، فأين المهر أيها الخاطبون ؟! . وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
| |
|
سما المساعد المميز*
عدد المساهمات : 1462 نقاط : 12012 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 24/06/2009 العمر : 35 الموقع : فى ارض الله وتحت سماؤه وبين خلقه العمل/الترفيه : طالبه المزاج : تمــــ الحمد لله ـــــام
| موضوع: رد: نحو المعالى الأربعاء أكتوبر 28, 2009 5:10 am | |
| عليه افضل الصلاه والسلام بجد موضوع افادنى كثيرا واتعلمت منه اكتر شكرا لطرحك مثل هذا الموضوع الجميل يادكتور | |
|