الصدفة :
بالأمس قررت سيدتي أن أرتب صندوق ذكرياتي .. نعم ذلك الصندوق اللذي يحوي أجمل لحظات عشتها ..سبح خيالي على شواطئ الماضي .. وقعت يدي على أجمل صدفة رأيتها في حياتي .. رجعت بي ذاكرتي الى الوراء .. يوم كنا نقف على حطام الميناء العتيق .. والشمس تصافح خد البحر وتداعبه بخيوط ذهبية .. وخصل شعرك تغازل أهداب عيني..والامواج تقضي على رهبة الصمت المخيف .. طيور النورس تتراقص من حولنا سعادة وحبورا ,, اعجب كيف علمت بأن هناك قصة حب سوف تولد .. بالرغم من أنها ستولد من رحم المأساة ..
الا ان نشوة الفرح كادت تقتلني .. أتذكرين عندما خطت اناملي الصغيرة كلمة أحبك .. على رمال شاطئنا .. مازلت أذكر تلك الحمرة اللتي اعتلت وجنتيك حينها .. أذكر حينها اني سمعت دقات قلبك .. وتهنا أنا وأنت في ترجمة لغة العيون .. أعلم انك في حينها لم تجيدي الا الصمت .. أخذت عيناك تحوم هنا وهناك .. وأسرعت نحو القارب المهجور .. وعدت سريعا وبرفقتك تلك الصدفة .. ووضعتيها في يدي وقلت هذه تكفي .. عندها لم تملك شفتاي الا أن تزرع قبلة خالدة في جبينك المشرق .. و أخذنا حينها نحلم ونحلم .. حتى كادت اناملنا تلامس السماء .. وعدتك حينها أن أصرخ امام الملأ واعلن حبي لك .. وأن اخطها بيدي فوق الغيوم .. وأن أنقشها على خد القمر .. ما أجمل تلك المشاعر عندما تخلط بروح الطفولة .. والاحلام البريئة .. سيدتي .. اغرورقت عيناي بدموع الألم .. فلم يبقى شى من معالم هذه الذكرى .. فالميناء زال .. والقارب أحرق .. وطيور النورس فنيت .. لم يبقى الا الصدفة .. وبقية أشلاء من قلب يقسم على حبك .. ويردد صبح مساء ,,, هذه تكفي .. نعم انها تكفي لجعل قلبي ينبض من جديد .. لجعل قلمي يكتب ويكتب حتى المبيت ..