يتواصل الجدل في الأردن حول مطالبة بعض أهالي المعاقات عقليا، باستئصال
أرحام بناتهن خشية تعرضهن لإعتداءات جنسية ما يؤدي إلى حمل محتمل.
وقد أجرت بعض المستشفيات الحكومية عددا من العمليات الجراحية لإستئصال الرحم، بناء على طلب الأباء والأمهات، دون الرجوع لفتوى شرعية.
وقال
الدكتور شوقي صالح رئيس قسم الولادة في مستشفى الجامعة الأردنية الحكومي
لبي بي سي إن المستشفى الذي يعمل فيه رفض إجراء أي عملية جراحية تتعلق
باستئصال رحم الفتيات المعاقات حركيا بعد حصوله على فتوى بعدم جواز إجراء
مثل هذه العمليات، مع قناعته الشخصية بغير ذلك.
وتنوي احدى الامهات، التي تطلق على نفسها أم سلمى، إجراء عملية مماثلة لإبنتها المعاقة عقليا والتي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما.
وتقول
أم سلمى إن العملية التي تنوي إجراءها لابنتها لا تصل لإستئصال الرحم، بل
هي جراحة بسيطة وصغيرة تمنع الدورة الشهرية، وتضيف "سمعت أن أكثر البنات
المعاقات عقليا تم إزالة أرحامهن. لكن في إحدى الندوات التي ناقشت القضية،
علمت أن من الممكن إجراء عملية صغيرة في جدار الرحم توقف الدورة الشهرية،
هذا ما أود عمله لابنتي".
"وأد البنات"
وأكدت
أم سلمى أنه "إذا كانت إزالة الرحم تسبب لإبنتي مشاكل صحية كما ذكر لي
الأطباء فلن اجري العملية لكن وقف الدورة الشهرية أمر مهم بالنسبة لي".
وتضيف: "لا
يكمن تحمل الوضع الذي نحن فيه، فابنتي كثيرة الحركة وجسمها كبير لكن عقلها
من ثلاث إلى أربع سنوات، نحن نعاني عندما تمسك أماكن حساسة في جسدها، ومن
ثم تذهب لتأكل".
وأشارت أم سلمى
إلى وجود خادمة تساعدها في متابعة إبنتها، لكنها تقول: "نحن نعاني كثيرا
من دون الدورة الشهرية فما بالكم عندما نكتشف فجأة أن عندها الدورة، لقد
أصبت بالسكر وأبوها مصاب بالضغط ، أخشى أن لا يراعيها أخوانها وأخواتها
بعد موتي".
البي بي سي
إلتقت أمين عام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق الدكتور حمدي مراد
الذي حرم إزالة أرحام الفتيات المعاقات، معتبرا ما قاله بمثابة فتوى
شرعية، فإزالة الرحم بالنسبة له "كوأد البنات الذي كان قبل الإسلام".
واتفقت منظمات
حقوقية مع النظرة الدينية للمسألة، بعد عقد جمعيات حقوقية عدة إجتماعات
لمناقشة المسألة، بحضور رجال دين وأطباء في محاولة للوصول إلى صيغة
توافقية، في ظل مطالبات من بعض الأهالي بالموافقة على إزالة أرحام فتياتهن
اللواتي لديهن إعاقات عقلية شديدة.
وذكرت الوزيرة
السابقة والمنسقة العامة للمعهد الدولي لتضامن النساء أسمى خضر، أن عددا
من الحالات تمت إزالة أرحامهن "خشية تعرضهن للإغتصاب"، معربة عن رفضها
لإزالة أي جزء من جسم المرأة داعية الى "الالتزام بحقوق الإنسان واحترام
كرامة البشر".
بينما أعرب عدد
من الأطباء الذين شاركوا في عمليات استئصال الرحم لفتيات معاقات عقليا،
كالدكتور عبد السلام الزميلي الذي يعمل في المستشفي الإسلامي، والدكتور
عصام الشريدة رئيس قسم النسائية والتوليد لمستشفي البشير، تأييدهم الكبير
لإزالة أرحام هؤلاء الفتيات شفقة على أهلهن، وأكدوا لـ بي بي سي أن إزالة
الرحم "لا تشمل المبيض، لكون ذلك يؤثر على صحة الفتاة، وإصابتها فيما بعد
بهشاشة العظام".