بالفعل، دوري أبطال أوروبا هو موطن الميلان كما قال جالياني
قاد النجم الايطالي فيليبو انزاجي فريقه الميلان لفوز مهم وغالي وأول من نوعه على مستضيفه مارسيليا بنتيجة 2-1، وقد سجل اللاعب المخضرم هدفي الروسونيري بلمستين أكدتا مدى البراعة التي يمتاز بها داخل منطقة الجزاء.
المباراة بشكل عام شهدت أفضلية واضحة للميلان -باستثناء النصف ساعة الأولى من الشوط الثاني- سواء من حيث السيطرة على الكرة أو تناقلها في وسط الملعب أو الفرص الخطيرة والأكيدة، ما أكد النظرية التي تفترض ارتفاع ملحوظ في مستوى الفريق خلال بطولة دوري أبطال أوروبا وبغض النظر عن مستواه في الدوري الايطالي.
الفريق الفرنسي بدأ المباراة بشكل أفضل من ضيفه الايطالي نتيجة الحماس والثقة الكبيرة التي يمتلكها ومسلحًا بدعم جماهيري كبير، لكن تدريجيًا بدأ الميلان يُسيطر على اللقاء وخاصة منطقة وسط الملعب، قبل أن يبدأ يُنفذ التكتيك الذي رسمه المدرب ليوناردو -والغير مختلف كثيرًا عن تكتيك سلفه أنشيلوتي- والذي اعتمد على التغطية الدفاعية الممتازة في الوسط مع رقابة قوية على مفاتيح لعب مارسيليا وخاصة القائد نيانج وبمساعدة ثلاثي الوسط والهولندي سيدورف صاحب المجهود والمستوى الأفضل في الفريق، والذي كان بنفسه يبدأ الهجمات المرتدة الميلانية من خلال تمريراته الدقيقة وانطلاقات باتو على الأطراف وتحركات إنزاجي في عمق منطقة الجزاء.
وبعد عدة محاولات هجومية توج الروسونيري أفضليته الواضحة بالهدف الأول عبر هداف البطولة التاريخي "فيليبو انزاجي" والذي استغل عرضية سيدورف الرائعة ليسجل في مرمى الحارس الدولي مانداندا.
الهدف لم يُغير كثيرًا في شكل المباراة التي استمرت تخضع لسيطرة الضيوف والذين اضاعوا أكثر من فرصة لتعزيز الهدف أبرزها عرضية ماسيمو أودو الممتازة والتي أهدرها باتو بغرابة، لكن الدقائق الـ5 الأخيرة في الشوط شهدت استعادة أصحاب الملعب لتنظيمهم وبدأوا يبحثون جديًا عن التعادل ولكن الخط الدفاعي المميز والحارس ستوراري حالا دون تنفيذ ذلك لينتهي الشوط بتقدم الضيوف المستحق.
بداية الشوط الثاني لم تختلف عن تلك الخاصة بالأول، فقد بدأ أصحاب الملعب بقوة بحثًا عن التعادل وكاد لوشيو بالفعل أن يحقق الهدف المنشود بعد دقيقتين فقط من انطلاقة الشوط، ولكن تسديدة الرائعة انحرفت بسنتيمترات قليلة عن القائم الأيسر لستوراري.
كان من الواضح أن ديشامب تعامل مع فريقه ذهنيًا ومعنويًا بشكل ممتاز، وهو ما أدى لتلك البداية القوية والتي كانت نتيجتها هدف التعادل في الدقيقة 49 برأسية قوية من الوافد الجديد على مارسيليا ومدافع مانشستر يونايتد وريال مدريد السابق "جابريل هاينزا" والتي استغل بها كرة ثابتة كان السبب بها التصرف الخاطئ من أمبروسيني في تشتيت الكرة من داخل منطقة الجزاء، وقد غادر اللاعب الملعب بعدها بقليل بديلًا لزميله جينارو جاتوزو.
الهدف منح لاعبي مارسيليا الروح والجرعة المعنوية المطلوبة، لذلك تحسن أداءهم بشكل كبير خاصة في وسط الملعب ومن ناحية الضغط القوي على منافسهم، وكان من الواضح أن ديشامب تصرف بشكل رائع أيضًا خارج الخطوط، حيث منح تعليمات كبيرة للضغط القوي على سيدورف بمجرد فقدان الفريق للكرة مما أفقد الميلان ميزة بناء الهجمات المرتدة السريعة من الوسط وعزل الثنائي باتو وإنزاجي في الأمام وحدهما، وكاد مارسيليا بالفعل أن يُترجم أفضليته الواضحة الى الهدف الثاني ولكن الرعونة والتسرع وتراجع مستوى البرازيلي برانداو أحيانًا وتألق ستوراري ورباعي الخلف الميلاني أحيانًا أخرى أبقى النتيجة عند التعادل حتى الدقيقة دقيقة 74.
الجميع كان يتوقع تقدم وشيك لأصحاب الملعب أو على الأقل خروج المباراة بالتعادل الايجابي، خاصة مع الغياب الكامل لهجوم الميلان طوال الدقائق الماضية من الشوط الثاني، ولكن ما حدث كان عكس ذلك !!! حيث تقدم الميلان بالهدف الثاني بعد هجمة خاطفة بدأها فلاميني الذي مرر الكرة لسيدورف والذي بدوره مررها عرضية خادعة بلمسة ممتازة لتجد القناص الأفضل في العالم "إنزاجي" ليرسلها بشكل متقن لداخل مرمى الحارس الفرنسي واضعًا فريقه في المقدمة من جديد وقبل ربع ساعة من النهاية.
حاول أصحاب الملعب الوصول لهدف التعادل من جديد ولكن خبرة لاعبي الروسونيري حافظت على تقدم الفريق حتى نهاية اللقاء، ليحرز الميلان بذلك فوزه الأول في البطولة وفوزه الأول في 4 مباريات خاضها ضد مارسيليا، ويعود البرازيلي ليوناردو من المدينة الساحلية الفرنسية بجرعات كبيرة من الثقة والروح المعنوية والتي يحتاجها الفريق بقوة لاستئناف نتائجه الايجابية في السيريا آ.